حتل المركز المرموق بين أمهات المكتب الفلسفية العربية, وبخاصة في ما يتعلق بالفلسفة الفيضيّة, وطرح الجانب التطبيقي منها وهو تكوين مجتمع بشري يقوم على أسس من العدالة والفضيلة. ولا على المطّلع ما للمواضيع التي يعالجها الكتاب من الصعوبة تكمن في سبر أغوارها, ومن غموض يوافق عرضها. كما أن أسلوب الفارابي هو أسلوب مقتضب يبتعد عن المطوّلات والشروحات التي كان بإمكانها أن تسهل على القارئ استيعاب المضمون. وهو معروف أن الفارابي تعلم العربية, وكتبها, وقد تقدمت به السن, فلم يسلس له مقادها, ولم تأخذ به بلاغتها.
فالكتاب إذاً ليس من الكتب السهلة القراءة والإدراك, لكن من يقدم عليه فإنه لواجد إفادة ومتعة, إذ عرف أن يتحلى بالأناة والوعي, فيسهل عليه عند ذلك بلوغ الهدف. ولكي يمهد المترجم للقارئ درب مطالعته لهذا الكتاب ارتأى أن يقدم له بمقدمة هي بمثابة ترجمة للفارابي كان "جمال الدين القفطي" قد أثبتها في كتابة "أخبار العلماء بإخبار الحكماء". ومن ثم دون مقدمة تحليلية شرح فيها فلسفة الفارابي الفيضية، ثم أنهاه بمعجم ثنائي اللغة (عربي-فرنسي) يتضمن المعاني الفلسفية التي جاء ذكرها في النص ويلتقي هذا المعجم في معظمه مع المعنى الذي نشر في آخر الترجمة الفرنسية للمخطوط، والتي صدرت عام 1949 في منشورات المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة
Özellikler |
Boyut | 22*14 |
Kapak Tipi | Karton Kapak |
Sayfa Sayısı | 334 |
Kağıt | Kitap Kağıdı |
Yayın Tarihi | 2017 |
Dil | Arapça |