%10 İndirim
سيصبح بمقدور القراء في العالم العربي وفي دول المهجر الاطلاع على كتاب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، والذي أصدرته دار بلومزبري- مؤسسة قطر للنشر بعنوان"على قدر أهل العزم- سيرة فكرية". كما سيصبح لاحقا بمقدور الناطقين باللغتين الإنجليزية والفرنسية الاطلاع على ذات الكتاب مترجما ، في ظل المراحل النهائية التي دخلتها ترجمة الكتاب، ليتم بعد ذلك التوسع في ترجمات الكتاب ليضم اللغتين التركية والأسبانية. الكتاب يقع في 270 صفحة، وهو عبارة عن سيرة فكرية، وليست سيرة ذاتية، وهو أشبه بالوحدات المنفصلة التي يمكن للقارئ الاستفادة منها ككتلة واحدة، دون الرجوع إلى بقية وحداته. وخلال قراءة الكتاب يلاحظ القارئ أن المؤلف ينقله تارة من قضايا ثقافية إلى أخرى سياسية واجتماعية وفكرية، ما يجعله أمام موسوعة فكرية بحق، وأمام وجبة معلوماتية متكاملة القضايا والأطروحات. والكتاب تمت كتابته بلغة محكمة جمع فيها المؤلف بين براعة التوظيف للقضايا التي عاصرها وكان شاهدا عليها، وبين المفردات التي استطاع توظيفها ببراعة أيضا بما يدعم شهادته على هذه القضايا وطرح وجهة نظره حيالها من خلال فكر معمق. ولكون الكتاب حمل العديد من القضايا، فهو يستحق التوقف عنده، ويجعل قراءته غيضا من فيض، وأن من يحاول قراءته مرة فسيجددها مرات أخرى، وأن من يحاول الكتابة عنه، فلن تكون هذه أولاها، ما يجعله كتابا فكريا شاملا، وأشبه بالموسوعة وتوثيقا لقضايا عدة. التشبيك الذي حرص المؤلف عليه في كتابه ، يبدو نفسه هو في تقدمته للكتاب بأن إسهاماته السياسية وعمله الدبلوماسي ، لم يكن لينفصل عن اهتمامه بالثقافة وقضاياها إلى حد أصبحت معه شغله الشاغل وخبزه اليومي، ما كان محصلته حتى اللحظة تقلده لمنصب وزير الثقافة والإعلام خلال الفترة من 1992 إلى 1997، ثم منصب وزير الثقافة والفنون والتراث من سنة 2008 إلى الآن. وبأسلوب برع فيه المؤلف يرد على ما قد يرد في أذهان المتلقي أن سرده لسيرته الفكرية كان بغرض الحكي في إطار تعرضه لشخصيات .مُرجعا ذلك إلى أن ما ذكره كان ثمرة خبرة عقود في تناول قضايا الثقافة والتربية والإعلام والدبلوماسية، "ورأيت من واجبي ومتعتي في آن واحد أن يشاركني فيها القارئ عسى أن تفتح أمامه سبلا لتدبر ما أطرحه من شواغل وتأمل ما أقدمه من أفكار حول مسائل شتى". ولكون الكتاب قد اتسم بالحوار والنقاش المعمق، فإن المؤلف يثير هذا النقاش أكثر، عندما يعتبر كتابه فضاء يفتح مجالا واسعا للمحاورة الفكرية والتبادل الخصب، في دلالة لا تخفى على القارئ من تعظيم المؤلف لقيمة الحوار، انطلاقا من اهتماماته الثقافية وعمله الأكاديمي، وانشغالاته السياسية. وخلال الكتاب، سعى د.الكواري إلى النظر في قضايا البشرية الكبرى ومشكلاتها المعقدة، وتوقها إلى الحرية والعيش بكرامة وسلام وطمأنينة من خلال تناول سيرته العملية وتجاربه وقراءاته المتعددة، والتي أفاده فيها معاصرته لها، حتى صارت لديه تراكمية، جعلت القارئ يقع على العديد من التأملات والحلول اللافتة لما يعانيه البشر من ظلم واحتراب وتعصب، وعدم قبول الآخر. ويحمل الكتاب قدرا كبيرا من النقاش التي أثارها المؤلف حول قضايا بدءًا من حوار الثقافات والخصوصية والكونية إلى الإعلام الجديد والصناعات الثقافية والإبداع والتربية والحرص على التراث مرروا بمفهوم التفاوض وأساليبه والدبلوماسية الثقافية. كل هذه القضايا طرحها المؤلف بتأمل جمالي وبلغة تميزت بالسلاسة والدقة ، مع سرد لنصوص مع كبار أدباء العالم ومفكريه وحكمائه، وكأنها أشبه باختزال التجارب التراكمية التي عاشها د.الكواري، وكان شاهدا عليها، إن لم يكن صانعا للعديد من قضاياها. ومن هنا فقد صدر المؤلف كتابه بالحديث عن الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، والتي كانت نقطة تحول في الثقافة القطرية لتضعها في قمة هرم الثقافة العربية، لتنطلق من هذه الثقافة إلى الثقافة العالمية، على نحو ما يبدو من سنوات ثقافية تقيمها دولة قطر حاليا مع دول العالم، استنادا إلى نواة من التقاليد الراسخة التي مكنت الدوحة من استيعاب الحداثة على أفضل وجوهها، ولما تتميز به من مرونة وانفتاح على رياح الثقافات الأخرى من جميع أنحاء العالم. وحرص المؤلف في كتابه على التأكيد لقارئه أن كتابه ليس لعرض سيرته الذاتية"فلهذا شروطه، ولم يحن بعد"، فيما بدأ في كل فصل من فصول الكتاب حرص المؤلف على أهمية تأكيد قيم الحوار، وإعلاء قيم الحرية أيضا
Özellikler
Boyut14x23
Kapak TipiSert Kapak
Sayfa Sayısı269
KağıtKitap Kağıdı
Yayın Tarihi2015
DilArapça

+ Yorum Yaz

Kategoriye Ait Diğer Kitaplar

Tümü
Abone ol E-BÜLTENİMİZE KAYIT OLUN Şimdi kayıt ol kampanyaları kaçırma