اذًا ترشّحت آخر قطرة ضوء، وامتصّ الليل بقايا النهار، تمددت الظلمة، تغلغلت في كل الثنايا والنتوءات والثقوب، تنفسها التراب والصخر، استسلم الطول والعرض، لم يعد للأبعاد معنى، ومساحات الذاكرة فقدت الحس بالزمن، ما عادت الأرض تدور، لا سماء هناك فكل شيء هو شيء واحد... السواد هكذا إذًا ذاب المنتهى في البدء، والبدء المنتهى، بدأ الليل يسقط كسعفة الليل ثأر الطبيعة من بغي النهار المتهالك على لذاذاتها، الليل ستار العالم العلوي وستار عالمنا الشبحي.
.....